Home » الاخبار الرئيسية » عالم الطيران .

عالم الطيران .

عالم الطيران .. بقلم د أسامة آل تركي

 

بعد الركود الذي أصاب العالم أجمع وتوقف حركة الطيران في جميع الدول والخسائر الكبيرة التي انهالت على شركات الطيران بسبب أزمة كورونا، استأنفت شركات الطيران نشاطها ورحلاتها بشكل كبير جدا، فخلال سفري إلى أوروبا في الأيام الماضية، لم أتوقع تلك الإحصائيات التي فعلا تشير بأن عالم الطيران مازال يستوعب الكثير من شركات الطيران الجديدة وأيضا توسع الشركات الحالية، وسوف أستعرض لكم بعض الأرقام لشركة طيران واحدة حيث تنطلق رحلاتها من مدريد يوميا بواقع مائتي رحلة نحو باقي المدن الأورببة، ومن إرلندا مائتين رحلة يوميا، ومن باريس مائة وخمسون رحلة، ومن ميلانو مائة رحلة كل يوم ومن .. ومن .. فإجمالي الرحلات اليومية يقدر بثلاثة آلاف رحلة في اليوم الواحد نعم في اليوم الواحد، يعني هل تصدق أيها القارئ بأن هناك شركة في ملكية شخص واحد ولديها أسطول يبلغ أربعمائة طائرة حديثة، ولو قسمنا عدد الرحلات على عدد الطائرات سوف نجد كل طائرة تقوم بعمل من سبعة إلى ثمانية رحلات يوميا وهذا أقل القليل، و يعادلها في هذه الأرقام أكثر من ثلاثة شركات خاصة أخرى، وهذا وإن دل على شيء فإنما يدل على إقبال عدد كبير على التنقل بالطائرة ورخص أسعارها حيث تعتبر في متناول أغلبية المسافرين.

 

وهنا نتساءل، لماذا لا تكون حركة الطيران في عالمنا العربي بهذا الشكل؟ لماذا لا يتم دعم شركات الطيران الخاصة وفتح الأجواء لها مع توفير الطيران المنخفض السعر الذي يخدم صناعة الطيران ويوفر خدمات سريعة ويجعل الحركة أسرع؟ مازال السوق العربي في هذا المجال دون المستوى المطلوب، وأيضا السوق العربي الأفريقي يحتاج دعما أكبر مع العلم أن الفرص المتاحة في السوق الأفريقي كبيرة جدا، بالإضافة إلى السوق العربي الآسيوي التي تنحصر خدماته في مجموعة بسيطة جدا من شركات الطيران العربية وأخيرا السوق العربية الأوربية والأمريكية التي تبقى أيضا تحت مستوى التطلعات.

إن صناعة الطيران صناعة كبيرة وتحتاج إلى رؤوس أموال عربية شجاعة للدخول فيها مع جلب الخبرات الكبيرة المتوفرة الآن في السوق العربي وخاصة أصحاب الخبرات المتراكمة الذين اشتغلوا في أكبر الشركات العالمية وتقاعدوا الٱن. أتمنى أن تجد هذه المقالة الإهتمام من قبل رجال الأعمال العرب والمسؤولين في عالمنا العربي لتغيير مفهومهم حول تلك الصناعة العملاقة التي تعود بالنفع على الحكومات وأيضا على الشعوب وأخيرا على المستثمرين و أصحاب رؤوس الأموال العربية.

شـاركها الأن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *