موسم مولاي عبد الله أمغار 2022
برنامج غني ومتنوع وحضور قياسي في أول نسخة بعد التوقف
بعد توقف اضطراري دام سنتين غابت معه المتعة والاحتفالات، عاد موسم مولاي عبد الله أمغار في نسخة 2022 ليزرع البهجة في قلوب زوار وساكنة جماعة مولاي عبد الله أمغار.
زوار الموسم كانوا على موعد مع الفرجة من خلال برمجة غنية ومتنوعة استهدفت مختلف الأعمار والأذواق من مدخل الجماعة حيث ألعاب السيرك مرورا بالمحرك الثاني الذي احتضن جزءا من مسابقات التبوريدة، والمقاهي والمطاعم الشعبية، والمحرك الأول الذي اقتسم عدد السربات المشاركة في الموسم مع المحرك الآخر وصولا إلى المنصة الرسمية التي احتضنت أربع سهرات غنائية أحياها عدد من الفنانين الشعبيين.
وشهد موسم مولاي عبد الله أمغار في نسخته الحالية ، توافد جماهير غفيرة من عشاق فن التبوريدة، والذين حجوا بكثافة لزيارة مختلف الفضاءات التي يحتضنها المسوم حيث بلغ عدد زوار الموسم 3 مليون زائر، ضمنهم 2000 فارسة وفارس من مختلف مناطق المملكة يمثلون 110 سربة، كما نصب زوار الموسم 23 500 خيمة
واستهل منظمو الموسم نسخة هذه السنة، بزيارة لضريح الولي الصالح مولاي عبد الله أمغار، وافتتاح رسمي حضره الكاتب العام للإقليم ورئيس المجلس العلمي لإقليم الجديدة، وعمداء زاوية الأمغاريين، وقراءات جماعية للقرآن الكريم والأمداح.
واستمتع زوار موسم مولاي عبد الله أمغار، بوصلات مختلفة لفن التبوريدة في المحركين، حيث تواصلت أنشطة الفروسية التقليدية طيلة أيام الموسم للاستمتاع بجمالية الخيول واستنشاق رائحة البارود التي افتقدها الخيالة وعشاق التبوريدة منذ مارس 2020.
وشهدت عروض التبوريدة حضورا جماهيريا قياسيا، إذ اكتظت مسابقات الخيول بالزوار الراغبين في الاستماع بفن التبوريدة رغم اعتماد محركين مختلفين.
من جهة أخرى، وحرصا من المنظمين على إحياء ملتقيات الحكي الشعبي التي أسس لها موسم مولاي عبد الله أمغار، قدمت فرقة ناس الكوميديا، عرضا ساخرا بعنوان المغزل بساحة المحرك الكبير، في استرجاع لليالي الحكي والحلقة مع مجموعة من الرواد البارزين، للحلقة والحكي الشعبي، إذ يظل موسم الولي الصالح مولاي عبدالله أمغار إضافة للأنشطة الدينية والفروسية التقليدية والصيد بالصقر وكل الفنون الاحتفالية ، موطنا تاريخيا لفن الحلقة والحكي الشعبي، الذي شد انتباه زوار الموسم منذ عقود خلت، وهم الذين كانوا يضربون موعدا في المحرك مع الحلاقي، مباشرة بعد انتهاء ألعاب الفروسية.
ويواصل موسم مولاي عبد الله أمغار مرة أخرى تحطيم الأرقام القياسية، حيث عرف الموسم إقبالا واهتماما كبيرا من طرف نساء ورجال الإعلام، إذ تم توزيع 250 اعتمادا لتغطية فعاليات الموسم.
وتخللت برمجة المهرجان أنشطة دينية متنوعة، من خلال دروس دينية مختلفة للرجال والنساء، وليلة مولاي عبد الله أمغار التي أحياها مادحو وأئمة جماعة مولاي عبد الله أمغار بالمنصة الرسمية للموسم، وحلقات وعظ و إرشاد و مسابقات علمية و في التجويد.
كما حضر موسم مولاي عبد الله أمغار، سعد الدين سميج المكلف بمهمة الحجابة الملكية، لتوزيع الهبة الملكية لفائدة الشرفاء الأمغاريين بضريح مولاي عبد الله أمغار، حيث رفعت أكف الضراعة بأن يحفظ أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس وكافة أفراد أسرته الملكية الشريفة. وتخللت مراسيم تسليم الهبة الملكية، تقديم هدية الجماعة للشرفاء الأمغاريين وهي عبارة عن أضحية يتم ذبحها ووزنها وبيعها لتقديم ثمنها لشرفاء الضريح.
وبعد تسجيل موسم مولاي عبد الله أمغار كتراث لا مادي من طرف الإسيسكو، قامت لجنة رفيعة المستوى من وزارة الثقافة واليونيسف بزيارة للموسم بهدف إعداد تقرير تقييمي لتسجيل موسم مولاي عبد الله أمغار كتراث عالمي.
هذا وقد سجل الشرفاء القواسم حضورهم بالموسم، من خلال أنشطة متنوعة للصقور بينها إقامة معارض للصقارة، فضلا عن مسابقات فنية وفوتوغرافية للشباب المبتدئين وذوي الخبرة حول موضوع الصقر.
وتميزت نسخة هذه السنة من موسم مولاي عبد الله أمغار، بتواجد أمني مكثف حيث تم رصد عدد كبير من العناصر الأمنية بين الدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية ورجال الأمن الخاص لتنظيم الموسم وتأمين سلامة الزوار.
وتميز البرنامج الفني للمهرجان بمشاركة مجموعة من الفنانين الشعبيين المغاربة، الذين ألهبوا حماس المتفرجين، وعلى رأسهم نجمي الأغنية الشعبية عبد العزيز الستاتي وسعيد ولد الحوات الذين قدموا عروضا فنية كبيرة استطاعوا من خلالها استقطاب مئات الآلاف من الزوار. وقد أضاءت الشهب الاصطناعية سماء جماعة مولاي عبد الله أمغار في السهرة الختامية، حيث رسمت الشهب لوحات جميلة تفاعل معها زوار الموسم بالهتافات